أمنا هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام
جاء بها إبراهيم عليه السلام وابنها إسماعيل عليه السلام ، حتى وضعها عند البيت
وليس بمكة يومئذ من أحد ، وليس بها ماء ، ووضع عندها جرابا فيه تمر وسقاء
فيه ماء ثم قفى إبراهيم عليه السلام منطلقا، فتبعته أم إسماعيل ، فقالت :
يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟
فقالت له مرارا ، فجعل لا يلتفت إليها ، فقالت :
آلله أمرك بهذا ؟
قال : نعم
قالت : إذن لا يضيعنا.
إنه يقين المرأة الصالحة بالله عز وجل خضعت لأوامره ولم تقف حائلا دون
استجابة زوجها لأمر الله وصبرت على حالها الذي وضعت فيه حيث لا ماء
ولا أنيس ، وهي تعلم أن الله سبحانه وتعالى لن ينساها ولن يضيعها ، فحينها
توجه إبراهيم عليه السلام إلى الله عز وجل بالدعاء وقال :
" ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم * ربنا ليقيموا
الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
فرزقها الله بالماء والأنيس والثمرات ، وخلدت ذكراها إلى يوم القيامة حيث أصبح
سعيها هذا شرعة للمسلمين بعد ذلك في مناسك الحج ، هذا مع ما ادخره الله لها
من جزاء يوم القيامة.
وأقترح أن نتواصل في الموضوع عن طريق أن يضع كل منا نموذج من تلك النماذج الطاهرة ولنا الأجر بإذن الله.